منتديات همس الامل
انــــــــــه لشرف عضيم زيارتكم لنا نحن منتديات همس الامل نفتح امامكم
كل اقسامنا وندعوكم للانضمام لي جمعنا الاخوي على رباط المحبة وتبادل
الافكار الثقافيه والمعلوماتية والابداعيه سجلوا واضموا واجعلوا بصمتكم بيننا
ولو برودودكم على مواضيع اعضائنا
منتديات همس الامل
انــــــــــه لشرف عضيم زيارتكم لنا نحن منتديات همس الامل نفتح امامكم
كل اقسامنا وندعوكم للانضمام لي جمعنا الاخوي على رباط المحبة وتبادل
الافكار الثقافيه والمعلوماتية والابداعيه سجلوا واضموا واجعلوا بصمتكم بيننا
ولو برودودكم على مواضيع اعضائنا
منتديات همس الامل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رينيه ديكارت (1596 - 1650م)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ضيئ الشموع
المراقبة العامة
المراقبة العامة
ضيئ الشموع


عدد المساهمات : 373
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

رينيه ديكارت (1596 - 1650م) Empty
مُساهمةموضوع: رينيه ديكارت (1596 - 1650م)   رينيه ديكارت (1596 - 1650م) I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 10:43 am

رينيه ديكارت (1596 - 1650م)



إهتديت وانا اقلب مسوداتي بالجامعة وتدويناتي لمحاضراتها حين كنت طالبا محبا للحكمة، إلى ضرورة الكشف عنها عبر صرح فيلوصوفيا أيضا، حتى نتدارسها من جديد ونحيا معها في امتداد لذاكرتنا إلى الوراء، حيث العشق الحقيقي للحكمة الذي كنا ندرسه ونتدارسه ونحبه ونبغيه في احتكاك بالكتاب وتلبس للفلاسفة والحياة معهم ونحن نسعى إلى فهمهم وفهم فكرهم أوتقريبه إلى افهامناإن صح التعبير. ونحن بهذه الإطلالة نقصد أن يكشف جميعنا ما برفوفهم أو أدرج مكاتبهم للاطلاع عليها وتعميم الفائدة لو أمكن.وكذا المساهمة في إثراء فيلوصوفيا وهي تشق الطريق الجاد داخل حقل الفلسفة.
أول المحاضرات التي سجلتها كانت للأستاذ محمد وقيدي حول ديكارت، أعرضها لعلها تكون سبيلا لتيسير فهم فلسفته خصوصا من قبل المتعلمين الذين غالبا ما يصطدمون به في مجموعة من النصوص من الجذع مشترك حتى السنة الختامية.
ديكارت
ولد ديكارت في 31 مارس 1596 في لهاي، وتوفي في السويد سنة 1650 كان قد بدا سنة 1626 في تحرير كتاب عنوانه "كتاب في العالم" يهدف من خلاله إلى عرض نسقه الفلسفي الكامل لكنه توقف عن ذلك سنة 1633 بعد أن أدانت المحاكم الإيطالية العالم الفلكي غاليلو، ونظرا لشعور ديكارت بان أفكاره متقاربة شيئا ما مع ما عبر عنه غاليلي، لكنه عاد سنة 1637 تحت إلحاح أصدقائه بعرض جزء من أفكاره في كتاب" مقال عن المنهج" وقد أتبعه بكتب علمية أهمها كتابه عن الهندسة، تعرض فيه لبعض القضايا الميتافيزيقية، وفي سنة 1641 أصدر كتابا ثانيا "تأملات في الفلسفة الأولى" ويحتوي عرضا للمذهب الميتافيزيقي الديكارتي دون أن يخلو من فكرة المنهج وصدر له عدة كتب من أبرزها "مبادئ الفلسفة " سنة 1644، وكان آخرها سنة 1649 "كتاب في أهواء النفس" يبحث فيه عن العلاقة بين النفس والجسم وكتب أخرى نشرت بعد وفاته.
إن ديكارت عاش حياة فاعلة، إذ شارك في الحرب وجال في البلاد الأوربية مما مكنه من اكتساب خبرة من مجتمعات متباينة في مجالات عدة فساهمت خبرته هاته في تأملاته الفلسفية كما كرس جزءا من حياته للتأمل الفلسفي والعلمي وأبدع في مجال الفلسفة والعلم معا، وقد ترك مؤلفات كان لها صداها في الفكر الفلسفي والعلمي المعاصر له، إلى غاية العصر الحديث ك "مقال عن المنهج" و "التأملات الميتافيزيقية" الذي كان له صدى عند فلاسفة ق 18 أمثال جون لوك وكانط، ودافيد هيوم.
تنقسم مؤلفات ديكارت عموما إلى:
1- مؤلفات منهجية: وتشمل بصفة خاصة كتاب "مقال عن المنهج" 1637 وكتاب "قواعد المنهج" لم ينشر إلا بعد وفاته.
2- مؤلفات علمية: عن الطبيعة والعالم وكذلك الهندسة والفيزياء.
3- مؤلفات ميتافيزيقية: بدأها بنشر بنشر كتاب "التأملات" سنة 1641 ويضم غليها مراسلات ديكارت.
وإن شئنا عرض مؤلفاته تبعا لتراتبها، فديكارت وضع أولا المنهج وطبقه في العلوم الرياضية والفيزيائية ليصل أخيرا إلى التفكير والقضايا الميتافيزيقية.. فالسابق في الزمن هو السابق في الفكر والأول في الأهمية أيضا، فهذا الترتيب يبرز تطور الفكر الديكارتي، ورغم أن الميتافيزيقا تحتل المرتبة الأخيرة، فهي لم تكن غائبة في مؤلفاته الأولى التي يعرض فيها ديكارت منهجه بحيث يشير إليها في كتابه "مقال عن المنهج" من خلال الكوجيطو الذي احتواه التأمل الثاني، وكذلك البحث في علاقة النفس بالجسم والبحث في وجود الله وعلاقته بنا، لذلك يطرح السؤال: هل حضور القضايا الميتافيزيقية في كتابه "مقال عن المنهج" يعني أن المنهج وضع أصلا من اجل القضايا الميتافيزيقية؟ فما هو المنهج أولا؟
مفهوم المنهج عند ديكارت:
لمعرفة ذلك لابد أن نبدأ كما بدا ديكارت نفسه بالبحث في ضرورة المنهج، ولماذا كان يلح على أن كل تفكير ينبغي أن يبدأ من المنهج، علما بأن هذا يعتبر مظهرا من مظاهر التجديد في فلسفة ديكارت، والذي جعل المؤرخين يعتبرون أن النسق الديكارتي يفتح عهدا جديدا من تاريخ الفلسفة، فالمنهج هو الطريقة التي نتتبعها في تفكيرنا، والقول بضرورته معناه القول بأهمية تحديد هذه الطريقة والاتفاق على قواعدها واتباعها، فما هي الملكة التي يفكر بها الإنسان إذن؟
إن ديكارت يميز الإنسان بقدرة وهب إياها دون غيره، وهي العقل ويسميها أيضا بالحس المشترك " لأن العقل هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس" فجميع الناس وهبوا القدرة لكي يفكروا بهذا العقل، فعم إذن متساوون في هذه القدرة التي تمكنهم من تمييز الصواب عن الخطأ، ومن هنا لا يمكننا أن نكتفي بالعقل لأنه يخطئ، حتى أن امهر العلماء الرياضيين قد يخطأون في أبسط البراهين ثم أن الأفكار التي نستخلصها عن طريق العقل مختلفة بين الناس، لأن الإنسان فضلا عن كونه عقل فهو أيضا جسم ورغبات وميول قد تدفع العقل إلى الاختلاف والأخطاء. فالعقل إذن ليس كافيا وحده، إذ لابد له من منهج.. والمنهج عبارة عن قواعد أربعة إذا ما تم إتباعها تم الوصول إلى الحقيقة وهي:
1- قاعدة التمييز والوضوح: ألا تقبل من الأفكار إلا ما كان واضحا ومتميزا، وان ندفع كل ما وضعناه محل شك (أي ألا نقبل الموضوعة محل شك).
2- قاعدة التقسيم: يجب تقسيم الفكرة المشكلة إلى عناصرها الممكنة، وألا نتناولها دفعة واحدة لكونها مركبة.
3- قاعدة التنظيم والترتيب: أي البداية من البسيط إلى المعقد، وان كل أمر بسيط يكون إذا لم يتوقف حله على غيره.
4- قاعدة الإحصاء والمراجعة: لابد من مراجعة عناصر المشكلة المفككة والتي تم تناولها حتى لا يكون هناك إغفال لشيء ما مما سبق.
من هنا يتضح أن قواعد المنهج الأربعة هي قواعد بسيطة إذا ما راعاها الإنسان مراعاة دقيقة كان في مأمن من أن يحس صوابا ما هو خطأ، واستطاع دون أن يستنفد قواه في جهود ضائعة أن يصل إلى معرفة ما يستطيع معرفته.
إن ديكارت كان يهدف على التجديد الفلسفي للخروج بالفلسفة من إطار تَمَلَّكَهُ تاريخ تراكم الأفكار إلى تاريخ منتج، وهذا لا يتم إلا بفضل المنهج، فهو وضع المنهج من اجل البحث عن أسس منهج شامل وواحد للتفكير في جميع القضايا، وان أحسن تطبيق للمنهج يجب أن يكون أولا على القضايا الأبسط وأن نمتحنه فيها لكي نتمك من تطبيقه في القضايا الأكثر تعقيدا، والقضايا الأبسط هنا هي القضايا العلمية، فهو يبدأ وهو فضلا عن كونه فيلسوفا تطبيق منهج في العلوم الرياضية والفيزيائية ثم بعد ذلك في الميتافيزيقا.
لن نتساءل ما إذا كان ديكارت قد طبق منهجه في القضايا الميتافيزيقية، لكن تطبيق المنهج في حد ذاته حسب ديكارت سيجعلنا نتوصل على تحقيق أفكار وأحكام يقينية واضحة ومتميزة ناتجة عن خطوات دقيقة من التفكير، وليس مجرد أفكار نؤمن بها لمجرد أننا تربينا عليها، أو لأننا تلقيناها ممن علمونا إياها، فهناك فرق في القوة والوضوح بينها وبين الأفكار التي أكون قد توصلت لها بنفسي.. لقد شعر ديكارت بالصعوبات التي يمكن أن يلحقها منهجه بالنسبة لدوي الإيمان الديني، لفقهاء وعمداء الكلية اللاهوتية في زمنه فأصدر في تأملاته رسالة موجهة إليهم يخبرهم فيها أنه لا ينوي بمنهجه وضع الاعتقادات الدينية موضع شك ولا البرهنة على عدم صدقها، بل العكس، فالمقصود هو وضع الاعتقادات الدينية وإقامتها على أسس واضحة ويقينية والانتصار لهذه الاعتقادات بوضعها على أساس عقلي وبرهاني.
فالمقصود من تطبيق ديكارت لمنهجه على التفكير المتعلق بالقضايا الميتافيزيقية هو عرض تأملاته الستة، وكل تأمل منها يتناول قضية من القضايا.
التأمل الأول: الشك ودواعيه ويرمي إلى البحث عن المبررات الأولى الموضوعية للانطلاق من موقف شك.
التأمل الثاني: البحث عن سبيل للخروج من الشك وبلوغ اليقين، الذي يمكنه أن يصير قاعدة ليقينيات أخرى.
التأمل الثالث: يبحث في الفكر وما يحتويه من أفكار ويبحث في وجود الله والدلائل على وجوده.
التأمل الرابع: يبحث في موضوع الصواب والخطأ.
التأمل الخامس: يعود للبحث في موضوع وجود الله لكن في وجوده كجسم وعلاقته بالأجسام الأخرى.
التأمل السادس: يبحث في موضوع النفس والجسم وعلاقتهما، ويعود إلى البحث في موضوع الأجسام المادية.
فعبر هذه التأملات وبنفس الترتيب نصل إلى الحقائق الميتافيزيقية بطريق منهجي، والمنهج كما نعلم يعتمد على قواعد أربعة يجب اتباعها، فلنبحث في القضايا الميتافيزيقية التي تناولها ديكارت عن قواعد منهجه فيها.
التأمل الأول: عندما أريد تطبيق هذه القواعد على ما عندي من أفكار أجد أن هذه الأفكار ليست جميعها واضحة ومتميزة، لن هناك أفكار خاطئة أكون اعتقد بها وأفكار تلقيتها من الوسط الذي أعيش فيه وآخذ بها، لذلك رأى ديكارت أنه من الضروري على كل واحد أن يُخلي ذهنه من كل الأفكار وان يحاول بناءه على أسس جديدة، ولكونه سيصعب علينا التمييز بين الأفكار الصائبة والخاطئة، يجب أن نخلي الذهن من جميع الأفكار حتى نتمكن من النظر فيها جميعها، وهكذا يتوصل ديكارت في هذا التأمل الأول على الشك بوصفه خطوة منهجية، فالشك هنا مقصود للوصول إلى الحقيقة، فهو منطلق للبحث في اليقين، والشك ينبني على مبررات تعود إلى معرفتنا وإلى كيفية اكتسابنا للمعارف، ومن تم فديكارت يقدم لنا مصدرين للمعرفة وهما الحواس والعقل اللذان تتشكل منهما كل علومنا.
الحواس: هي مصدر أكيد لكثير من معارفنا خاصة المتعلقة بالأمور المحسوسة، لكنها يمكن أن تخدعنا لذلك لا ينبغي الاطمئنان بصورة دائمة إلى ما تمدنا به، وديكارت يشك في الحواس لأن الموضوعات التي تمثل لنا عن طريق الحواس تمثل لنا عن طريق الحلم، لأننا في أحلامنا نرى أشياء تماثل تلك التي نراها في الواقع المحسوس، لذلك يشك ديكارت في الحواس وبالتالي يشك في كل نتائج العلوم التي تشهد عليها الحواس.
العقل: وباعتباره أداة معرفية تمكن الإنسان من التمييز بين الخطأ والصواب، فبالإمكان الشك فيه لأنه قد يخطئ في الأحكام لا بالنسبة لعامة الناس بل حتى أمهر العلماء الرياضيين يخطؤون في ابسط العلوم الرياضية، فالخطأ صفة العقل الإنساني وإذا تبت أنه يخطئ مرة، فبإمكانه أن يخطئ مرات عدة لذلك نشك فيه، والشك في النتائج التي تتناولها موضوعاته العقلية المعقولة، وبصفة خاصة الرياضيات.
هكذا يصل ديكارت على موقف تأمل للشك في الحواس وموضوعاته وفي العقل وموضوعاته، وفي كل العلوم التي تتناول هذه المواضيع وبالتالي فديكارت يصل في تطبيقه للشك إلى لحظة حرجة تعيشها الذات الشاكة التي يصبح وجودها هو الآخر محل شك، لكن ينبغي معرفة أن هذا الشك اصطناعي فقط، وليس لحظة اضطراب نفسي. هذا هو التأمل الأول.
التأمل الثاني: وهو تأمل اليقين الأول أو إثبات وجود الأنا كذات مفكرة، وهو يتبع القاعدة الثانية والثالثة، ويبدأ في البحث من الشك عن يقين أول، فنحلل هذا الشك، إذ أصل إلى أنني أنا الذي اصطنعت هذا الشك بكل إرادتي حتى أتمكن من إعادة النظر في كل أفكاري، إذن أنا أشك، فماذا يعني هذا القول؟
إن الشك تفكير، إذن أنا أشك يعني أني أفكر، ومن هنا يكون الطريق نحو اليقين الأول، فالذات الشاكة بإرادتها، وتفكر؛ ينبغي أن تكون موجودة، وعدم وجودها تناقض كبير، وللخروج من هذا التناقض ينبغي إثبات وجود "الأنا أفكر" بوصفها ذاتا موجودة طالما كانت تفكر، وهذا اليقين الأول هو الذي سيكون المنطلق ليقينيات أخرى.
التأمل الثالث: أنا أشك، إذن أنا أفكر.. من هنا يتساءل التأمل الثالث، ما معنى أنا أفكر، ما مضمون تفكيري؟ ما نوع الأفكار التي يحتويها فكري؟
إن الأفكار التي يحتوي عليها الفكر ثلاثة أنواع:
أفكار حسية: وهي التي نحصل عليها عن طريق الحواس، ولكن يمكن أن توضع محل شك.
أفكار خيالية: مصدرها التخيل وهي مرتبطة بالإحساسات، فالأفكار الخيالية مجرد تركيب لإحساسات سابقة.
أفكار فطرية: وهي أفكار أجدها في فكري ولا اعرف لها مصدرا في الإحساسات أو من الخيال، والأفكار الفطرية هي الوحيدة التي لا توضع محل شك، والمثال على ذلك فكرة وجود الله، أي وجود إله لا متناهي الكمال وقدير لانهاية لقدرته، هو الذي وهبني الحياة وهو الذي يضمن وجودي واستمراري فيها، وبالتالي لا يمكن بأي حال أن أكون مصدر هذه الأفكار، لأنها ليست خيالية ومن هنا فوجود هذه الفكرة يعني أنها دليل على وجود الله، ومن الدلائل الأخرى التي يبرزها ديكارت يجد أني لا أستطيع أن أكون خالق نفسي ولا أستطيع أن أضمن بنفسي وجودي واستمراري في كل لحظة، بل كل لحظة استمر فيها بالوجود هي بضمان إلهي، وهكذا يكون اليقين من وجود الله هو اليقين الثاني، لأن حاجة إثبات الله لا حاجة لنا فيها إلى الحواس أو الخيال، ومن ثم لابد لديكارت أن يبحث عن يقين ثالث، فيأخذ بالتالي مثال الشمعة فهي إذا ما تعرضت للنار سيتغير حجمها ولونها وكل خصائصها، لكن الشمعة لا تنعدم بل هي باقية كامتداد، فكيف أدرك هذا الامتداد؟ هل هي فكرة حسية؟ إنما هي فكرة أصل إليها عن طريق العقل، وهكذا فالتأمل الثالث يتابع طريق اليقين، ويقود في نفس الوقت إلى يقينين اثنين يتوقفان على وجود اليقين الأول، وإذا كان لإثبات وجود الله قيمة وجودية باعتباره الضامن لاستمرار وجودنا يمكن القول أنه الضامن أيضا لصدق أفكارنا العقلية لأنه الذي وهبنا العقل.
التأمل الرابع: يبحث في موضوع الصواب والخطأ، إذ يبحث ديكارت عن الأسباب التي تقودنا إلى الخطأ والمتمثلة في التناقض بين أمرين، بين الإرادة والإدراك، فالحقيقة تكون عند تطابقهما، والخطأ مصدره عدم توافقهما، فنحن نستطيع معرفة أخطائنا عندما نميز في أحكامنا بين التي يقينا فيها بحدود الإدراك وبين تلك التي جاوزنا بها حدود الإدراك، فالأحكام التي تجاوز حدود الإدراك هي خطأ يكون على إثرها، والسير في الطريق الصواب يعني استخدام حرية الإرادة في إصدار الأحكام في الحدود التي ينظمها الإدراك.
التأمل الخامس: يتعلق هذا التأمل بالأجسام، والبحث فيما إذا كانت الأشياء التي في ذهني موجودة حقا خارج نفسي، كما أن أول ما أجده في هذا الباب فكرة الامتداد التي تعني أبعاد الأجسام المادية، من حيث الطول والعرض والعمق، كما أجد في نفسي عددا كبيرا من الأفكار عن أشياء لا يجوز اعتبارها عدما محضا، كالمثلث حين أتصوره ذو طبيعة أو صورة محددة، فإن هذه الصورة لا ترتبط به، بحيث أثبت له من الخصائص ما ليس من صنعي، ومن هنا فجميع الأفكار التي تكون في ذهني واضحة ومتميزة دون أن تكون متعلقة بإرادتي، فهذه الفكرة دالة على شيء موجود وهذا يتعلق بفكرة وجود الله، فعند تصور الله وجودا مطلق الكمال فإنني أعرف أن ذلك يعتبر حجة ودليلا برهانيا على وجود الله، ووجوده في ذهني مخالف لوجود الأشياء الأخرى، لأن وجود الله لا ينفصل عن جوهره عكس الأشياء الأخرى، ولا يمكن أن أتصور وجوده دون أن أتصوره كاملا مطلق الكمال، لأن أهمية وجود الله كونه ضامن معرفتي وضامن وجودي وضامن وجود الأشياء الأخرى، فحقيقة الأشياء كلها تعتمد اعتمادا مطلقا على وجود الله، وهكذا نرى ديكارت لم يقدم لنا دليلا عقليا أو دليلا حسيا على وجود أشياء العالم المحيط بنا، بل يقدم لنا ضمان الله لهذا الوجود والوسائل التي نثبت بفضلها هذا الوجود (الحواس).
التأمل السادس: ويميز فيه ديكارت بين فعل الإدراك وفعل المخيلة والفوارق بينهما، ويبحث أيضا في النفس والجسم وبيَّن أن النفس إن كانت توجد في الجسم وملتصقة به لتؤلف معه جسدا واحدا فإنها تظل مع ذلك متميزة عنه كما يعود للبحث في وجود الأشياء المادية، لكنه يبرز أن أدلتنا على وجود الأشياء، لا ترقى إلى مرتبة الأدلة التي تفضي بنا على معرفة الله والنفس.

أهمية الفلسفة الديكارتية:
لمعرفة أهمية فلسفة ما بالنسبة للتاريخ، يجب النظر لمعيارين مترابطين فيما بينهما وهما:
1- الكيفية التي تظهر بها فلسفة ما بوصفها استيعاب وتمثل لفلسفات سابقة عليها، وتركيب جديد لما أمكنها استثماره من المذاهب السابقة.
2- معرفة الأثر الذي تتركه هذه الفلسفات بالنسبة لتلك اللاحقة عليها في التاريخ، او بعبارة أخرى مدى حضور هذه الفلسفة في الفلسفات اللاحقة.
وهذان المعياران ينطبقان على ديكارت، فهو مكننا أن نعيش معه في نصوصه كل تاريخ الفلسفة التي سبقته وفي إعادة النظر في كل القضايا التي تناولتها المذاهب الفلسفية السابقة عليه، كما أن ديكارت كانت له أهمية في تاريخ الفلسفة الذي لحقه، وكان منطلقا لنقاشات فلسفية تستعيد أفكار ديكارت عبرها، ودليل ذلك مثلا أثناء قراءتنا لكتاب كانط "نقد العقل الخالص" وأيضا في العصر الحالي عندما نقرأ نصوص تشومسكي في كتابه"اللسانيات الديكارتية" وكما هو الشأن عند هوسرل أو انتقادات باشلار للابستيمولوجيا الديكارتية، حيث سعى إلى تأسيس ابستيمولوجيا لا ديكارتية، وأيضا بياجيه والنزعة التكوينية في نقدها للأفكار الفطرية
للاحتفاظ بالملف يمكنكم تحميله من الرابط أسفله:

http://cours.philomaghreb.com/save.php?action=save&id=49
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ackram.ahlamontada.com
 
رينيه ديكارت (1596 - 1650م)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات همس الامل :: القســــــــــــــــــــم الادبي :: منتدى المقلات الفلسفيه-
انتقل الى: